انت مفتاح الامان

فتح انس البلكونة المشرفة على البحر مباشرة في الفندق الذي اعتاد أن ينزل فيه هو وحبيبة قلبه في الاسكندريه

لتتسلل أشعة شمس الصباح الجديد المحملة بنسيم البحر لتملأ جنبات الغرفة ، ولكي تكون اول شيئ تتنفسه منية في هذا الصباح المشرق

وبالفعل بدأت تفتح عيونها الناعسة رويدا رويدا
فتجد وجهة حبيبها أمامها وهو يقول .... قومي يا اميرتي الجميلة يلا بلاش كسل

واقترب منها اكتر واكتر حتى وصل وصل عبير أنفاسه إلى وجهها فاستنشقت ما استطاعت منه واغمضت عيونها في كسل
وظل يقترب حتى لامست شفتيه شفاهها وطبع عليها ارق قبلة صباحية ، فاضاءت جنبات الغرفة في عيونها بوميض السعادة والحب

وقالت هو ده اجمل صباح ليوم جميل
شمس وهوا وبحر وانس .... ايه ده كلو... ايه ده كلو

وتمطعت في كسل ودلال ... فقام انس وحملها بين زراعيه ، وقال يلا يا قمر عاوزين نلحق اليوم من أوله ، لسه الكسل جاي كتير

وبعد قليل دق على باب الغرفة عامل الفندق الذي احضر وجبة الإفطار ، ففتح له انس الباب وادخل انس الأفطار إلى الشرفة المطلة على البحر لكي يتناول هو وحبيبته أفطارهما وهما يتمتعان برؤية امواج البحر الزرقاء المتلاحقة

وطبعا كعادته انس في كل وجبة اخذ يتلذذ بإطعام حبيبته بطريقة الطيور ، وهي تبادله نفس الحركات ، فذادت عدد القبلات أكثر من عدد اللقيمات ... بل اضعافها

وبعد أن انتهيا من الإفطار وأخذ كلا ما دوشا واحدا ، واستبدلا ملابسهم ، جهز انس شنطة كبيرة من الأمتعة والحاجيات التي سوف يحتاجونها في يومهم

ونزلا سويا إلى موظف الاستقبال في الفندق وقال له .. جهزت اللي اتفقنا عليه ، رد الموظف كله تمام يا انس بيه ، وترك له مفتاح الغرفة لحين العودة من الرحلة

كل هذا ومنية لا تدري إلى أين وجهتهما ، لكنها لم تسأل لانها على ثقة تامة في انس ولأنها معه دائما في امان تام

اتجه انس ومنية إلى البحر ليجلس كل منهما على شيزلونج بالقرب من الاخر وبجوارهما اكواب العصير المثلج وتظلهما شمسية كبيرة وهما يستمتعان بسماع موسيقى هادئة مختلطة بصوت موجات البحر وعبيره

نظر انس إلى منية وسألها
مبسوطة يا منية ؟

إجابته بعد أن خلعت نظارة الشمس التي كانت تغطي وجهها فاضاءت عيونها ببريق جميل وقالت
وكيف لا اسعد وبجواري حبيبي وزوجي ورفيق درب قلبي ، من تمنت رؤيته عيوني واشتاق إليه فؤادي

سمع انس هذه الكلمات فقفز من الفرحة وقذف البورنيطة التي كان يرتديها إلى السماء
وقال هو ده الكلام ولا بلاش

واتجه نحوها وحملها بين زراعيه واتجه بها نحو البحر
وهي تقول..... انس بتعمل ايه يا مجنون
نظر انس إليها وقال ... أنا مجنون ؟ .... طيييييب
وطبع على فمها قبلة طويلة
فاعجبت منية بطعم القبلة ، فعاودت تكرار الجملة وكل ما كانت تكررها كان أنس بدوره يقبلها

وسار وهو يحملها حتى وصل إلى لانش صغير تابع للفندق مربوط بالشاطئ
وصعدا إليه وقال ..... من هنا ستبدأ رحلة الجنان

فتسألت منية على فين يا انس ؟
فقال إلى جزيرة الأحلام ، حيث الحب والهيام
بعيدا عن المشاغل والمشاكل وبعيدا كل البشر

ضحكت منيه وتعالت ضحكاتها وقالت .... اهو ده الكلام يا حبيبي يا هُمام
اذاد انس من سرعة اللانش مخترقا امواج البحر حتى غاب الشاطئ من خلفهم

ونظر إلى منية وقال لها ..... شكلك قلقانه ؟
ردت عليه وهي تحتضن زراعه وتضع رأسها على كتفه وقالت .... وهو ازاي اقلق وانا في حما فارسي وحبيبي
معاك الأمان كله يا انس ... انت مفتاح الأمن والطمأنينة وبصحبتك اشعر بالثقة ويختفي أي شعور بالخوف أو القلق

ياريت
اللهم قيس لكل ليلي
اللهم فرحة لكل مشتاق
اللهم بسمة لكل حزين
اللهم ماء غدقا لكل ظمآن