يوميات انس ومنية ٣

رفعت منية رأسها لتنظر من صاحب اليد التي تقدم لها تلك الوردة
فإذا به انس ..... نعم انس
حبيبها الذي ملك قلبها الصغير
رقص قلبها فرحا برؤيته مجددا
وتلعثم لسانها وجف حلقها واحمرت وجناتها وهي تحاول الكلام
أرادت أن تقول له تفضل لكن حروفها لم تتعدى اللسان
واكتفت بالنظر إلى عيونه في هيام

وقتها تبسم انس وقال لها
تسمحيلي اقعد ؟
تمالكت كل قواها وأشارت إلى الكرسي الذي بجوارها
وقالت اكيد طبعا .... تفضل يا انس

تبسم واهداها تلك الوردة الحمراء التي أحضرها معه
فاذداد وجهها حمره وقالت ميرسي على تلك الوردة

تنهد انس بعمق لدرجة أن أنفاسه وصلت بعضها إلى أنف منية
فتخدر جسمها للحظات ثم أفاقت
وتمالكت وقالت
ازيك يا انس .... كيف حالك
رد انس قائلاً
أنا بخير والحمد لله
قال ايه اللي جابك هنا ؟
ضحك انس وقال اللي جابني هنا هو مؤتمر وانا أحد المدعوين إليه
واستطرد هو سائلا لها
وانتي هنا بتعملي ايه ؟.
قالت منية أنا هنا لان ده بيتي ، اقصد الكلية اللي تخرجت منها
سألها انس انتي خريجة جامعة حلوان؟
ردت منية ... أنا خريجة كلية التربية قسم لغة فرنسية جامعة حلوان يا افندم ... وانت؟
تبسم لها انس وقال برافو عليكي طول عمرك شاطرة يا منية من ايام ما كنا صغيرين
قالت انتا لسه فاكرة ايام ما كنا صغيرين يا انس
تنهد انس مرة أخرى وقال وهي دي ايام تتنسي
أنا فاكرها وكأنها امبارح

تبسمت وقالت ماقولتش انت خريج ايه
قال أنس أنا خريج حقوق جامعة القاهرة
ضحكت منية وقالت ... يبقى نتخانق بقى براحتنا
ضحك انس وقال ربنا ما يجيب خناق ابدا بينا

قالت أنا أقصد لو اتخانقت هلاقي حد واقف في ضهري
ضحك انس اتخاتقي براحتك ولا يهمك اي مشكله هخرجك منها زي الشعرة من العجين يا بنتي

قالت منية وهي تنظر إلى عيونه كنت فين كل الفترة اللي فاتت ، انت سافرت بره البلد؟
قل أنس ابدا أنا لم اغادر البلاد ابدا
قالت طب احكيلي عنك وعن حياتك واهتماماتك
صفحتك لم تكتمل بعد عندي يا استاذ
ضحك انس ومالو تكملها
وبدأ انس يتكلم ويتكلم
وكانت منية مصغية لحديثة باهتمام
لكنها كانت احيانا ما تسرح في ملامحه التي تغيرت عن زمان
كانت اخر عهدها بانس في فترة الصبا وكانت دائما ما تتذكر وجهه وهو يضحك ويجري ويعرف ويحمر وجهه
سألها من ايام جميلة .... ليتها دامت

وفجأة وبعد فترة توقف انس عن الحديث وقال
منية ... منية ..... سرحتى ولا ايه ؟
قالت لا ابدا باسمعك
قال انتي مش معايا خالص ، أنا خلصت كلام من زمان

احكيلي انتي كمان عن حياتك في الفترة الماضية
وبدأت منية تحكي عن حياتها وما مرت به من مواقف واحداث
ولم تشعر بالوقت الذي مر عليهما وهما جالسان في كافيتريا كلية التربية
وفجأة سمعت صوت صديقتها تنادي عليها وتقول
منية وقت الندوة قرب يالا نستعد لها

أفاقت منية على تلك الكلمات التي قطعت حبال التواصل بينها وبين انس
وأدركت أنها يجب أن تفارق مجلسه ، واستأذنت منه لتقوم مع صديقتها

وقبل أن تقوم قال لها انس
هنتقابل تاني
ابتسمت وقالت ..... اكيد طبعا ، لسه الكلام لم ينتهي بيننا
وأخرج انس من جيبه كارت عليه رقم تليفونه وقال
ده رقم تليفوني لو حبيتي تكلميني
أخذته وهي في منتهى السعادة لانه فتح باب من الأمل للقاء جديد
والتواصل لن ينتهى

احسنتم النشر