قسمة ونصيب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
وعد
المساهمات : 139
تاريخ التسجيل : 05/04/2020

الزهرة والبستاني Empty الزهرة والبستاني

الجمعة مايو 14, 2021 12:57 am
كان هناك حديقتان متجاورتان.ولكل حديقة بستاني مسؤل عن رعايتها .الحديقة الاولي كانت لبستاني حكيم يمتاز بالصبر والخلق الكريم.كان يحلم دائما أن تكون له حديقة ذات تربة سمراء و أشجار خضراء وثمار صفراء وحمراء.كان يعشق الالوان ولديه ملكة فنان.أمله بعيد،وعزيمته حديد.خطط ان تكون عنده زهور جميلة ذات رائحة عطرة فيستمع برونق البهاء وعطر الهواء.وكان يستيقظ يوميا ليراعي حديقته ولكن تربتها كانت عنيدة تأبي الانبات،ولا ينعم من ثمارها الا بالفتات. صابر وصبر وحاول وكرر.فتفتر عزيمته احيانا وتقوي بالأمل احيانا اخري،وكان في هذا الكبد يراقب زهرة جذبت انتباه في الحديقة المجاورة،كانت من فصيلة قليلة الوجود .لونها أصيل لا تغيره شدة الأشعة ولا عطش التربة.تحتاج اقدر معقول من السقاية،والحماية من عوامل المناخ.ولكن هذه الطلبات كانت كحلم غير متاح.ظل البستاني الحكيم ينظر للتربة الخصبة التي تنبت فيها تلك الزهرة وتمني لو كانت تربته مثلها.وكان يتعجب كيف يعامل جاره البستاني حديقته،وكيف انه لايطيل النظر إليها ولا يحاول ازدهارها بل وكان يتململ من هذه الزهرة لانها تحاول دائما الانحاء نحوه لجذب انتباه لها،فهي تذبل كلما اهملها وتنتعش ولو بقليل من الماء.سرح البستاني الحكيم ،وقال ياليت هذه الزهرة في حديقتي لكنت سقيتها حبا لا ماء فقط ولكنت اظللتها بنفسي وليس بشجرة بجوارها فقط.فكم لها من رائحة جذابة،ولون متميز عن باقي الزهور.واستيقظ يوما مبكرا.فوجدها تذبل .فراعه ما رأي.وحاول رش الماء تجاهها لكن المسافة بينها ليست قصيرة،وحاجز الحديقة عائق بينه وبينها ،فقذفها بزجاجة مفتوحة وصغيرة من الماء،ولكن الزجاجة جرحت بعض أوراقها وبالكاد ابتلت التربة حولها ببعض الماء.فكانت محاولته لا هي اشبعت ولا هي حافظت علي الزهرة. فركز في حديقته ولكنه أدرك بعد وقت طويل أن التربة ليست صالحة اطلاقا للزراعة والاستثمار.ولم يجد من كل مجهوده اليومي الا شجرتان صغيرتان نبتتا معاندتان لهذه التربة القاسية.ففرح البستاني،وقرر أن يركز مجهوده عليهما بدلا عن حديقة كبيرة بلا انبات ولا ظل يقيه حتي حر الشمس ولا أغصان متشابكة تقيه برد الشتاء.كانت الزهرة النادرة تراقب البستاني الحكيم بدورها وتتمني من اعماق جذورها أن تحظي به كبستاني .يراعيها ويسقيها ويحميها.وكانت تتخيل دائما لو كان مجهوده في حديقتها وكم كانت ستكون فرحته وسعادته ،وهو يري كم تنبت التربة هنا بأقل قدر من العناء.وبقدر معقول من السخاء.جهدا واخلاصا.ولكن..............مازال البستاني والزهرة بينهما حلم مشترك وعائق ومعترك.
الزهرة تعلم تماما أنه لو حاول القفز فوق السور.وخلع الزهرة من مكانها الاصيل لماتت قبل أن تصل حتي عنده في حديقته......
كل هذه الأحداث تتابعها أمراة من شرفة.وتدخل لغرفتها وتنظر في المرأة وتراقب شعرها وقد بدأ الشيب فيه يدب.وعينيها وبدت مرهقة ووجهها ذابل كالزهرة النادرة في حديقتها،وظل حديث وسؤال يدور في عقل المرأة.هل سأبقي مثل هذه الزهرة تصارع للبقاء حية فقط ،بلا امل في السعادة أو حلم بالرعاية؟ام هي التي تشبها وتحتاج للمساعدة.فالبستاني للزهرة هو هو الزوج للمرأة،وكما تنحني الزهرة ذبولا وطلبا للرعاية كذلك هذه الزوجة وحالها وهي تحاول أن تذكر زوجها بحسن رعايتها.ماذا سيحدث فيما بعد؟
هذا أمر لم يحسب بعد!

Admin يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى