يوميات الحبيبين في الجامعة

انهى انس محاضراته وذهب الى كلية منية بداخل نفس حرم الجامعة ، ودخل المدرج فوجدها منهمكة في الكتابة وراء الدكتور الذي كان يحاضر في مادة رياضية ويكتب على سبورة كبيرة ويكتب وراءه الطلاب


، فجلس في ركن بعيد يراقب زوجته ... نعم زوجته التي عقد عليها وتزوجها بعد قصة حب طويلة ، كتب الله لها ان تتزين بتاج الحب والرباط المقدس


جلس يراقبها من بعيد وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة شوق ..... شوق للقرب منها .... شوق للمس يديها .... شوق لسماع صوتها وهي تتكلم اليه بحنان وحب 


اينعم تزوجا لكنها قررت الا يتم القران الا بعد انتهاء دراستهما سويا ونجاحهما ، وعلى مضض وافق انس على تلبية رغبتها رغما من اعتراضه على ذلك


سرح انس بخياله بعيدا وتخيل كيف سيكون اول لقاء بينهما ، وكيف سيستطيع ان يكسر حاجز خجلها ويذهب عنها رهبة الموقف وتوترها ويحولهما الى تناغم وتجاوب وعطاء 


، لكن افاق انس على يد تربت على كتفه برفق واردف ذلك صوت منية التي قالت اصحى يا كابتن .. روحت فين 


انتبه انس وابتسم وقال لمنية هي المحاضرة خلصت ؟
، قالت ايوه يا استاذ يا سرحان ، ممكن اعرف حضرتك كنت سرحان في مين ؟
رد انس وقال في اجمل الحلوين ، اجمل عيون واجمل صوت ... في منية حبيبتي طبعا


قالت ايوا كده ، عارف لو كنت سرحان في حد تاني ، كنت عضيتك 
ضحك وقال يا لطيف يا لطيف   


اردف انس وقال يلا بقى يا منية نروح بسرعة عشان جوعت جدا ، هو انتي هتغدينا ايه اليوم ؟


قالت ماكرونة وبفتيك طبعا عشان نلحق نتغدا ونرتاح شوية ونرجع نذاكر يا انس


، على فكرة انا محتاجالك اليوم عشان فيه محاضرة رياضيات رخمة حبتين ومفيش غيرك يا بطل اللي هيساعدني ويشرحلي ... مش كده ولا ايه ؟
 
رد انس مبتسما ... كده طبعا يا زوجتي العزيزه


وخرج انس ومنية سويا وقبل ان يصلا الى المنزل ذهبا الى السوق ليشتروا بعض الحاجيات الضرورية للبيت


ودخل انس ليضع الاكياس والشنط في المطبخ ثم ذهب إلى الحمام ليغسل وجهه ويتوضأ ، ثم دخلت وراءه منيه وفعلت كما فعل 


واستعد الاثنان لكي يصليا العصر جماعة سويا كما تعودا 
، وبعد الصلاة دخلت منية المطبخ تتبل البفتيك وتسلق الماكرونة ، وتولى انس غسل الخضار وتقطيع السلطة 


ومرت دقائق بعدها انتهيا من تجهيز الغدا ، حضر انس السفرة ووضع في وسطها شمعة من الشموع الفواحة اللي بتحبها منية وبجوارها فازة صغيرة بها وردتان من الورد البلدي الاحمر كرمز للحبيبين 


وكعادته بدأ انس بعد البسملة في اخذ قطعة من البفتيك ليضعها في فم حبيبته ، وقال لها مين هيفتح بوقه الجميل عشان ياخد من ايدي ؟


ضحكت منية وقالت هو انا طفلة صغيرة يا انس ؟
قال لها ايوه طفلة جميلة بضفاير ولابسه مريلة زرقاء وشراب ابيض طويل ، ولسه داخلة الفصل حالا 


ضحك الاثنان بصوت عالى وقالت منية لأنس هو انت لسه فاكر يا انس ؟ 


قال انس وده يوم يتنسي برضه ، ده اجمل يوم في حياة انس 


اليوم اللي وجد فيه نصف التاني ، وشعر فيه بقلبه يخفق لاول مرة 


تنهدت منية بعمق وقالت ... انت طيب اوي يا انس ، وحنين كمان 


قال انس وانت اكثر طيبة واكثر حنان ، انت القلب الوحيد اللي حب فهم وعرف انس .... انتي نسختي بس على احلى 


ومرت وقت جميل وهما يطعمان بعضهما البعض في جو من الايثار والحب المتبادل 


وبعد ذلك قالت منية نقوم نرتاح شوية ونقوم نذاكر يا انس اسبقى على غرفتنا وانا هعمل الشاي واجيلك على طول 


وبالفعل رجعت منية وفي يديها صينية الشاي وقطع من البسكويت اللي عملته بايديها 


ووقامت بغمس قطعة البسكويت في الشاي واتجهت لانس وقالت افتح بوقك بسرعة يا انوس ، والتقم انس من يديها قطعة البسكويت ، ولكنه امسك يدها وقبلها وقال لها بصوت هادئ تسلم ايدك يا حبيبتي ونظر الى عيونها 


فارتبكت واحمر وجهها كالعادة وحاولت ان اقوم من جواره ، لكنه امسك بيديها وقال لها ، خليكي جنبي وازاح صينية الشاي جانبا ووضعها على الكومودينو المجاور 


واجلسها بجواره وقال خليكي دايما جنبي ... اوعي تبعدي عني 


تاهت منية عن الدنيا عندما سمعت تلك الكلمات ووضعت راسها على كتف انس ، فضمها انس الى قلبه في حنان واحتواء وتمدد الاثنان على تلك الحاله ، وكلاهما يشعر بالسكينة والامان

اغمضت منية عيونها وشعرت بقشعريرة جميلة عندما دخلت في حضن انس ، شعرت بان الدنيا كلها هي حضن انس ، وانها في اكثر مكان امان على هذه البسيطة 


شعرت بدفء جميل ينساب من جسد حبيبها ليغمرها ويغدق عليها من الحب والحنان ويعوضها عن لحظات الحرمان 


تلك اللحظات التي كانت فيها منية وحيده وغير سعيدة ، ولم ترتسم على وجهها السعادة الا بظهور انس حبيب قلبها ورفيق عمرها 


وفي تلك اللحظة خطر على بالها سؤال 
فهمست به الى حبيبها انس وقالت .... انس انت حاسس بايه الان ؟


رد عليها همسا وقال .... انا حاسس باني ملكت الدنيا بين زراعي ، حاسس بان كل ذرة في جسدي منتشية وسعيده ، حاسس بان الطاقة بداخلي تتزايد لكون حبيبتي واميرتي الجميلة بين يدي وفي حضني الان 


انا وانت الان كعصفورين محلقين فوق مساحة خضراء واسعة نطير بحرية وقتما نشاء واينما نشاء وكيفما نشاء


اجمل شيئ في الوجود ان تشعر بقيمتك الحقيقية ، وانا الان اشعر بذلك وانتي بداخل حضني ، اشعر بأني سلطان على مملكة قلبك 


رفعت عيونها لتنظر لوجهه وقالت  ... انت بحق سلطاني وزوجي وحبيبي ... وهذا القلب الذي بداخلي يشهد على ذلك 


كل نبضة من نبضاته تنطق بحروف اسمك .. اسمك انت وحدك يا حبيبي


الحاء هي الحب والحنان ، والكاف هي الكون المضيئ الذي اضاء بنورك ، والياء هي الياسمين الذي اشم رائحته في عطر انفاسك ، والميم هي مملكتي الخاصه التي بداخل قلبك يا حبيبي


انس ، و انا في حضنك هذا لست ارغب او افكر في سعادة اخرى ، فقد شعرت بالاكتفاء والارتواء 


ايوا .... انت وحدك تكفيني ، ومنذ ان التقينا وانا لا اشعر باي نقص او احتياج ، فقد غمرت قلبي بفيض من المحبة اكثر مما كنت اتمنى ، وشعرت بجوارك بالامان من كل شرور الدنيا ، انت بالنسبة لي الملاذ والامان 
ونحن نسير بجوار بعضنا لا اهاب احد فأنت درعي وحصني الحصين 


انت فعلا انسان جميل بكل معاني تلك الكلمة ، جميل خلقا وجميل خلقة وتكوينا ، وجميل في ادبك وتصرفاتك ، وجميل في شياكتك ولباقتك 


انس ...... انت حبيبي

اييييييه
وجون وجون وجون
Bravo
احسنت