فضفضة عابرة

ظل انس طيلة شهر رمضان منغمسا في العبادة والقرأن والدعاء
كان يدعى لنفسه وأسرته ومن أحب ، ولم ينسى بالاخص نصيب من احب من الدعاء بالصحة والعافية وراحة البال
كان عنده امل كبير في أن بعد رمضان سيكون هناك عودة طيبة
او على الأقل فترة تواصل في العيد
وانتظر يوم العيد بشوق كبير وفرحة اكبر
فرحة وترقب لعودة منية الغالية
لدرجة أنه لم ينم في هذا اليوم في حين استغرقت هي في نوم عميق
كان حريصا على أن يكون أول من يهنؤها بالعيد
واول من يعطيها العيدية كعادته
وارسل لها في ليلة العيد اغنية الست التي اعتادا على سماعها سويا في تلك الليلة
لكن لم تأتي الرياح بما تشتهي السفن
وفؤجي ببداية أكثر من باهته
لم تكتب اي حرف ، بل بادلته التهنئة ببوستات فقط
وكأنه شخص عادي كأي شخص آخر
لم يكترث انس في البداية وظل يحاول يكلمها ويسأل عن حالها
لأنها بدأت ترسل من البوستات ما يدل على الحزن
حاول أن يسألها عما إذا كانت بخير أو أن يكون أحد ضايقها
الا انها التزمت الصمت التام
ارسل لها العيدية مرة أخرى لعلها تعلق أو تضحك الا انها لم تحرك ساكنا وكأنه شيئا لم يحدث
بدأ ينقبض قلبه ويتبدل الفرح لحزن وهم
وأدرك أنه محاولاته كلها بأت بالفشل
شعر بالضعف والضيق والغضب
فقرر أن يختفي طالما لم تهتم بأمره
لكنها كتبت في المنتدي مشاركة وقعت على علبة كطعنة سكين
مشاركة وصفته فيها بالسراب
ياله من وصف في غاية القسوة
ثم تلتها مشاركه اخرى أكثر قسوة قالت فيها
لو قلبك ضعيف بلاش تحب عشان مانتعبش وتتعبه
جملة غريبة هل تقصد بها نصيحة لانس ام تقصد بها نفسها
ففي كلتا الحالتين المعنى صعب

شعر انس بشعور سخيف
شعر بأنه ضعيف ..... شعر بأن قلبها قد قسى
ورأى أنها لن تحيد عن عدم الكلام في الشات بل إنها بدت في المنتدى بمظهر لم يعتاده
شعر بثقل ظله عندما كان مندفعا نحوها في أول ايام العيد كطفل فرحان
ونزلت عليه صدمات الجفاء الواحدة تلو الأخرى
فالتزم الصمت
لكنه عاد وقرر أن يكتب حكمة تدل على أنه غاضب
ثم تلاها بمشاركة تدل على قساوة قلبها

لكنه عاد وأدرك أنها ليست حربا
فمستحيل أن يتحول الحب إلى حرب
وارسل لها فيلما رومانسيا بحبه لعلها تشاركه فيه
وفي ليلة أمس وجد فيلمهما المفضل يذاع فأرسل لها صور منه
لعلها ترجع وتكتب اي شيئ
لكنها ظلت على نفس وتيرة البوستات التي .......
وفي الليل شاركته فيلما اخر
شاهده واستمتع به ، وشعر بالحنين إليها واعتذر لها عن غضبه

انس منذ أول ايام العيد وهو ليس كعادته
قد يكون متعطشا لجرعة من حنان من احب لكنه لم يجدها
حاول أن يصرف ذهنه بشيئ اخر
الا ان هذا الشيئ اصابه بآلام شديدة عضوية ونفسية
قد يكون أخطأ حينما تصرف كذلك لكن

كانت هذه المشاركه بديلا عن الفضفضة المباشرة
لكنه كتبها لكي يحكي لها مالم يكتبه مباشرة

تتعجب منية من عدم ادراك انس للامر الجلل التي تعاني منه،لقد اخبرته سريعا في اخر حوار مباشر بينهما عن بعض الصعوبات التي تتعلق بامكانية تواصلهما بشكل مباشر فيما بعد،ولكنه نسي،لعله نسي ......
لم يعد في استطاعتها توجيه اي حوار مباشر معه لاسباب عديدة ذكرتها له مرار.
لذلك كان هذا رد فعلها عندما حاول التحدث معها،بل انها بمجرد البوستات تغامر مغامرة اخري كبري،وخوفا علي زعله حاولت الرد عليه ماامكن من خلال البوستات المتوفرة ولكنه غضب واختفي،،
فنعتته بالسراب وبدلا من ان يراجع ماكتبته بتروي حزن وغضب.قالت في كتابتها السراب هو(الامل) المستحيل.من يغضب لانه وصف بالامل!ومستحيل لان الواقع جعله مستحيلا،وسراب لانه يقترب ويشعر منية بانه معها وحولها ويدعمها مهما حدث وان اغلق دونهما باب سيفتح بابا اخر بديلا.وان اغلق الباب سيفتح نافذة علي الاقل تكفي لتسرب الضوء والامل والامان لها وله،ولكن توقع منها بمجرد ان يفتح الباب ان تتهور وتتخطاه وبالتالي ستكون العاقبة ان تحرم منه نهائيا.ولكنها كانت تكتفي بالشعور بالامان ومجرد الاحساس انه قريب منها،رضيت بذلك لان ليس في يدها غيره،وحاولت ايصال الفكرة له عبر الصور ذات القيود الحديدية،ولكنه ابي الا ان يغضب ويتراجع ويغلق النافذة فتحرم من الضوء بعد عودته،وتعود للانتظار المؤلم مرة اخري.هذه هي الحقيقة.وهذا هو الحادث،لكنها الحياة ليست العواطف فقط ما تقيم علاقات متينه بين الناس ،ولكنه التفاهم والتفهم والتماس الاعذار.هي ليست حربا ابدا ولن تكون حربا يوما.فالحمام لن يكون ابدا رمزا للمشاحنة وغصن الزيتون وان سقط من منقاره وبعد عن اهدافه لن يكون ابدا رمزا الا للسلام والوئام...........قد يكون عدم التفاهم نيران بين الاعزاء ولكنها ستظل نيران صديقة تؤلم ولا تقتل معزة ،تؤلم ولا تقطع رباط المحبة.وليس للمحبين في ذلك دخل وليس لهم في ذلك فضل. هي جاذبية لا ارادية بين الفرع واصله والعكس للابد

لم يكن انس ليحارب من احب
قد يغضب أو يثور لكنه دائما يرجع إلى الأساس
اساس العلاقة بينهما
المودة والمحبة والسلام
أعانك الله على كل الصعوبات وززلها لك

المهم ليس ما يقال المهم هل في اقتناع بالكلام فعلا؟

من ناحية العقل فالكلام مقنع ، أما من ناحية القلب فالأمر يختلف