شطحات كوروناوية

شطحات كوروناوية
========
إتأسست منظوم الحضارة العلمانية الغربية دى على نظرة مزدوجة للانسان، النصف الاول يجب أن يكون كائن شره شبق شهوانى صاحب نزعة استهلاكية قصوى ، تلاقي كل شيء فى الحياة وفق التصميم اللى صمموه وأتقنوه الحقيقه متصمم على أنك تشترى وتقتنى وتستحوذ ودايما تشعر بالحرمان مهما حصلت. أكتر مكان بيتجسد فيه المعنى من وجهة نظرى هو  " المول " ، كان زمان امي تبعتنى اجيب طلبات محددة من عم حسن البقال ، الطلبات دى هي اللى محتاجاها أمى لسد الجوع أو الاحتياج الانساني الاساسي ليها ولعيالها ، أما الأن تدخل المول ومعاك عشر الاف دولار وتشتري بيهم كلهم سلع بردوا هاتخرج منه حاسس بالحرمان ان فيه سلع بردوا معرفتش تجيبها ، لأن الدنيا كلها متصممة على كده ، ده حتى الاطفال والله ، خدت بالى ان حاطين محلات لعب الاطفال والملاهي فى مكان ادام السلالم الكهربائية أو الاسانسيرات علشان يمر الطفل ويعيط على ابوه انه يدخله الملاهي او يشتريله لعبة ، وفى الغالب الأب مابيكنش قادر يجيب اللى ذاهل عين ابنه ومجننه ده ، فيطلع الولد حاسس بردوا انه محروم مهما اشتراله ابوه من لعب أو دخله الملاهى لاعبه لعبة ولا لعبتين ، المرأة تلاقي سلع الكوزموتيكس والميك أب والملابس فى أرقى بريق يُذهب العقل ويسيل له اللعاب من مختصين محترفين فى اغراء السلع وابراز مفاتنها، ومهما جابت بردوا تحس انه فايتها شيء بل أشياء ، الناس دى احترفت تماما انها تخلينا دائمى اللهث والركض والاستهلاك ، واتحولت رفاهيات الحياة ألي أساسيات والاساسيات الى ضرورات وهكذا ، فى عالم سرييييع جدا لا مجال فيه أبدا ان عينك تغمض لحظة واحدة تغيب فيها عن شهوة حسية او لذة حيوانية بيدعوك لها العالم المحيط فى كل مكان ، وده اللى بيكون الجزء الثانى ، النصف الاول زى ما قلنا هو المستهلك الشره ، اللي هايكون النصف الثانى وهو المنتج المكنة لازم علشان تكفي استهلاكك المنشود تبقي حمار شغل بمعنى الكلمة ، تركض تجري بدون أدنى هوادة ، واتأسس العالم بالشكل ده واتصممت حياة الانسان على هذا النحو ، أه ونسيت حاجة كان قالها المسيرى رحمه الله ، قال والانسان التعبان ده لازمله فترة راحة وهنا بدأت منظومة الترفيه الجبارة المهولة بنفس أتتيود النزعة الاستهلاكية ، سينمات أفلام مسارح مدن ترفهية كاملة منتجعات شواطيء ، بحيث المنظومة بروافدها الثلاثة ( الاستهلاك – الانتاج – الترفيه ) ماتسيبش لحظة واحدة تفوق فيها !!
فجأة جيه كائن أو شبه كائن ، اسمه كورونا شال فيشة كل ده ، قفل المولات والمتاجر الكبرى، وانهى النظام الترفيهي بالكامل ، وأزال الفروق الاجتماعية الهائلة بين الفقير والغنى ، أنا مثلا عايش نفس عيشة نجيب ساويرس بالظبط ، لما اكون عايز أرفه عن نفسي بتفرج على فيلم ، وهو دلوقتى ممكن بيتفرج على نفس الفيلم لأنه مايقدرش يروح لحفلاته وسفرياته الباهظة ولا أي شيء من ده ، ممكن الفرق بينى وبينه هو الفرق الطبيعى اللى موجود طول حياة الانسان بين الفقير والغنى اللى هو مثلا نوعية الاكل والملبس والمسكن ، الفروق الطبيعية اللى تمردت عليها تماما المنظومة الرأسمالية الوسخة اللى عشنها مع الراجل الأبيض الوسخ وحضارته ، وخلت الغنى إله والفقير عبد ، بالمعنى الحرفي للكلمتان ، كورونا جيه خلى كل واحد يعيش بقوت يومه فقط ، غابت الاستثمارات طويلة الاجل وقصيرة الاجل كمان والله ، كورونا رجع الانسان لمفهومه القروى الهاديء البديع ، تنزل تشتري أكل انهاردة زى ما أغنى غنى بينزل يعمل نفس الاكشن ، لم العيلة حوالين بعضها فى وقت الكل كان غايب فيه عن الكل ..
كورونا قفل النور عن كل المنظومة ، لما تتأمل هاتلاقي ان كورونا ماحبسناش فى بيوتنا أد ما حررنا من سجون نظام رأسمالى قذر ، كلبشاته وأغلاله فى كل مكان ويستحيل تتحرر منه لأنها فى كل مكان ...
سامع واحد بيقولى انت بتتغنى لكورونا وهايكون سبب فى ملايين الفقراء اللى فقدت شغلها وهاتفقده بسبب انهيار الاقتصاد المحتمل ، احب أقوله ، كورونا وباء حقيقي ونعوذ بالله منه ، بس فيه وباء أكبر وألعن اسمه النظام الرأسمالى العالمي ، ده اللي بذمه وبشينه مش بتغنى لكورونا ، ثانيا تعالى هنا ، علي الطلبات لو كرورونا تسبب فى انهيار النظام العالمى واقتصاده هاعمله تمثال فى البيت وابوسه كل يوم مهما كانت اعداد اللى قتلهم ، لأنى اللى كانوا بيموتوا بالنظام العالمى وظلمه وجشعه واستبداده أضعاااااااااف ضحايا كورونا ، والفقراء اللى انت خايف عليهم دول مش مصلحتهم أبدا فى استمرار نظام نجس بيديهم فتات الفتات لبقايا فتات الأغنياء ، انما مصلحتهم الحقيقية فى ان النظام ده برمته ينهار ويبدأ نظام جديد متحرر انساني .
فى كلام كتير جدا عايز اقوله فى نفس الصدد ، بس مش بحب اكتب عالفيس كتير ، اقرأوا كتب المسيرى وانتوا هاتحسوا باللى انا حاسس بيه ، واغسلوا ايديكم واقعدوا في بيوتكم وسلام عليكم 

المقالة سيئة للاسف والفاظها جارحة للقاريء

نعتذر عن كون المقال يحمل بعض الألفاظ الجارحة
لكن نود أن نوضح أن هذا المقال منقول