منية وانس فبل رمضان

أسرعت منية تساعد انس في الحوسة اللي هو فيها وتشيل معه تل الشنط والاكياس اللي كانت مغطية وجهه
 وبعد أن دخلوا جلس انس يمسح العرق الذي تصبب على جبينه كالعاده وطلب منها كوبا من الماء ،
 ‏
 ‏ فأسرعت منية واتت لأنس بكوبين ، واحد ماء وواحد عصير
 وقالت اشرب قليلا من الماء وبعده كوب العصير اللي عملته لك بايدي
 ‏
 فتبسم وقال تسلم ايدك يا منيتي
 وبعد أن ارتاح قالت منية ايه اللي في تلك الأكياس والشنط يا انس
 ‏
 قال دي حاجات رمضان يا قمر ، بكرة هيستطلعوا الرؤية كل سنة وانتي طيبة يا منيتي الغالية
 ‏
 تبسمت منية ابتسامة جميلة واسرعت وحضنت انس تعبيرا منها عن حبها وردت عليه بقبلة ناعمة وقالت ، وانت طيب يا انس يا طيب
 كل عام وانت جنبي ، كل عام وانت حبيبي ، كل عام وانت السعادة
 ‏
 شاور انس على الشنط وقال الشنطة دي فيها إسدال جديد عشان منيتى
 هرولت منيه إليها لترى الاسدال وتلبسه وقالت هلبسه من بكره واحنا بنصلي سوا يا انس
 ‏
 وأخرج انس من شنطة أخرى فانوس من الارابيسك المزركش وفتح إزاره فخرجت منه اغاني رمضانيه جميلة والوان رائعه ملأت المكان
 فزادت فرحة منية التي قالت تسلم ايدك يا اجمل انس ، عمرك ما نسيت فانوسي
 ‏
 وأشار انس إلى شنطة أخرى وقال دي بقى فيها لحوم دواجن والأخرى فيها مكسرات من اللي بتحبها منية واهمها الفستق والكاجو واللوز والبندق وعين الجمل
 أما الشنطة دي بقى فيها زينة رمضان اللي هنعلقها سوا أنا وانتي الان
 ‏
 فرحت منية كثيرا بكل الحاجات دي وشعرت بالعرفان تجاه حبيبها الذى أراد الا يتعبها ونزل واشترى لها كل احتياجاتها لكي لا تبذل اي مجهود
 ‏
 وبدأ انس في تعليق أغصان وفروع الزينة الملونه الرمضانية في كافة جوانب البيت ، وخاصة ركن الحب الذي اخد منه اهتماما كثيرا لكي يظهر بمظهر جديد في هذا الشهر
 ‏
 وبعد فترة جلس انس ومنية ليتناولا العشاء وبعده الشاي
 واثناء تناول الشاي نظر انس لعيون منية وقال
 انتي سعيده معايا يا منية ؟
 قالت وكيف لا أكون سعيده وانا اشعر بكامل الراحة النفسية والسكينة والأمان لمجرد انك جنبي وبين ايديا وحولي في كل مكان
 ‏
 تعرف يا انس ، حتى وانت بره البيت باشعر بأنفاسك حولي وصوتك بيرن في اذني وضحكتك بترن في كل حته في عشنا الهادي الجميل
 انت مابتفارقنيش لحظة
 حتى لو نمت باشوفك في احلامي ، بس مش زي زمان ، الان باشوفك كما أحب أن اراك وبالكيفية اللي حابه أن اراك فيها
 متاح في كل وقت و حاضر في كل لحظة
 انت غيرت فكرتي عن الزواج يا انس
 هي دي الحياه اللي كان نفسي فيها وكنت دايما احلم بيها
 كنت فين من زمان يا انس
 ‏
 وقتها التقت عينيهما في لحظة شوق ومحبة
 فضمها انس الي صدرة ضمة حنونه
 وقال لها وهو يشير إلى قلبها ، كنت في ذلك القابع بين الضلوع
 ‏
 تبسمت وهي تقول له
 عمرك ما غادرت مكانك بداخله ، ولا عمر حد تاني قدر ينازعك فيه
 ‏
 وقتها زادت المشاعر بين الحبيبين
 فقال انس الدنيا هنا بدأت تبرد ايه رأيك في وقت من الدفء في غرفتنا
 احمر وجهها خجلا ولم ترد
 ‏
 عندئذ حملها انس بين زراعيه ودخلا غرفتهما ليدور بينهما حديثا اخر من نوع مختلف
 حديثا تشبع فيه الأجساد العطشى لتروي ظمأ سنوات مضت من الحرمان
 ‏
 حديثا تتغير فيه المفاهيم الخاطئة التي ملأت قناعتها في حقبة ماضية وكادت تقضي على آمالها في نيل تلك السعادة
 ‏
 تلك السعادة التي ظل انس يحلم بها طوال فترات السنوات العجاف التي مرت عليه على أمل أن تتحقق مع من عشقها قلبه ، ولما اذن الله بها كانت بمثابة المكافأة بالنسبة له على صبرة وتحمله
 ‏
 اغدق كل منها في تلك الليلة على حبيبه سيلا من العطاء المتبادل الذي لم يقصر فيه أحدهما عن تلبية احتياجات الآخر دون طلب منه أو توجيه ، بل فاض كل منهما على الآخر بانهار العسل الحلو المذاق الطيب الأثر حتى شبع كلاهما من تلك السعادة فناما نوما مريحا هادئا وكلاهما في حضن الآخر

اللهم أرزق كل أنس بمنيته.
وكل منية بأنيسها
. آمييييين

امييييييين